حدد العلماء نسخة جديدة أُطلق عليها «الشبح» حيث لا يمكن تمييزها عن المتغيرات الأخرى باستخدام اختبارات، من متحور أوميكرون الذي ظهر مؤخرًا ووصفته الصحة العالمية بأنه مثير للقلق.

وجاء هذا الاكتشاف مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بمتحور أوميكرون الأصلي الذي تم اكتشافه في المملكة المتحدة بمقدار 101 إلى 437 في يوم واحد، بحسب صحيفة «الجارديان».

ويحتوي المتغير المتخفي على العديد من الطفرات المشتركة مع أوميكرون الأصلي، لكنه يفتقر إلى تغيير جيني معين، جعل من الممكن اكتشافه من خلال جميع الاختبارات المعتادة على أنه فيروس كورونا، ويمكن تحديده على أنه متغير أوميكرون من خلال الاختبارات الجينية، ولكن لا يتم تمييز الحالات المحتملة عن طريق اختبارات PCR الروتينية التي تعطي نتائج أسرع.

تم رصد متغير الشبح لأول مرة بين جينومات فيروس كوفيد الذي تم إرساله في الأيام الأخيرة من جنوب إفريقيا وأستراليا وكندا، حيث تم تحديد 7 حالات حتى الآن، لكنه ربما يكون قد انتشر بالفعل على نطاق أوسع، وأشار التقرير إلى أنه لا توجد حالات في المملكة المتحدة.

وقال مايكل راين «لدينا لقاحات عالية الفعالية أثبتت فعاليتها ضدّ جميع المتغيّرات حتّى الآن، من حيث شدّة المرض والاستشفاء، وليس هناك أيّ سبب للتفكير بأنّ الأمر لن يكون كذلك» مع أوميكرون، مشدّداً في الوقت نفسه على الحاجة لإجراء مزيد من الأبحاث في هذا الشأن.

وأضاف هذا الطبيب الذي نادراً ما يجري مقابلات صحافية فردية أنّ «السلوك العام الذي نلاحظه حتى الآن لا يُظهر أي زيادة في الخطورة. في الواقع، فإنّ بعض الأماكن في إفريقيا الجنوبية تبلّغ عن أعراض أخفّ» بالمقارنة مع تلك التي تسبّبها نسخ متحوّرة سابقة من الفيروس.

غير أنّ المسؤول الكبير في المنظمة الأممية دعا إلى الحذر في التعامل مع هذه البيانات لأنّ المتحوّرة الجديدة لم ترصد سوى في 24 نوفمبر من قبل سلطات جنوب إفريقيا وقد سجل وجودها بعد ذلك في عشرات البلدان.

وقال «نحن لا نزال في البدايات علينا أن نكون حذرين للغاية في كيفية تحليل» هذه البيانات، مشدّداً في أكثر من مناسبة خلال المقابلة على أنّ البيانات والدراسات المتاحة لا تزال أولية.

وأثار انتشار هذه المتحوّرة الجديدة بعض الذعر خصوصا في أوروبا التي تواجه أساسا موجة خامسة قوية من الإصابات بكوفيد-19 ناجمة عن المتحوّرة دلتا.

آخر تطورات أوميكرون
وقال عالم الأوبئة الإيرلندي الذي كافح على الأرض أمراضا قاتلة مثل الحمّى النزفية إيبولا وفيروس ماربورغ وهو الآن على خط المواجهة الأول ضد كوفيد-19 منذ رصده نهاية العام 2019، إن المعلومات الأولى التي جمعت في جنوب إفريقيا «تشير إلى أن الحماية التي توفرها اللقاحات تبدو صامدة» حتى الآن.

لكنه أقر أنه قد يتبين لاحقا أن اللقاحات أقل فاعلية في مواجهة أوميكرون التي تتميز بعدد كبير من التحولات في بروتينة سبايك وهي النتوءات الشوكية التي تسمح للفيروس بالتشبث بالخلايا قبل غزوها بغرض التكاثر.

لكنه رأى أنه «من غير المرجح بتاتات» أن تتمكن هذه المتحوّرة من الإفلات كليا من الحماية التي توفرها اللقاحات، وجدد التاكيد «البيانات الأولية الصادرة عن جنوب إفريقيا لا تظهر تراجعا كارثيا في الفاعلية بل على العكس في الوقت الراهن».

وشدد على أن «السلاح الأفضل المتاح لنا راهنا هو تلقي اللقاح» وهو ما يكرره ما زملائه منذ سنة مع بدء حملات التطعيم، وكانت منظمة الصحة العالمية صنفت أوميكرون على أنها «مقلقة» وانتشارها أسرع. وأوضح راين «عندما تظهر متحوّرة جديدة تكون عدواها أكثر ميلا للانتشار بسرعة لأنها تنافس متحورات أخرى».

وقد تطغى أوميكرون على المتحوّرة دلتا المسؤولة عن غالبية الإصابات في العالم منذ رصدت في الهند نهاية العام 2020، ورأى العالم أن أوميكرون قد تنتشر بسرعة كبيرة في جنوب إفريقيا «لأنها تستغل تراجع الإصابات بدلتا».

للمزيد من التفاصيل اضغط هنا